مركز الزيتونة يعقد حلقة نقاش حول الانعكاسات المستقبلية لمعركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على المواقف الدولية تجاه الكيان الصهيوني وقضية فلسطين

      التعليقات على مركز الزيتونة يعقد حلقة نقاش حول الانعكاسات المستقبلية لمعركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على المواقف الدولية تجاه الكيان الصهيوني وقضية فلسطين مغلقة
مركز الزيتونة يعقد حلقة نقاش حول الانعكاسات المستقبلية لمعركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على المواقف الدولية تجاه الكيان الصهيوني وقضية فلسطين

مركز الزيتونة يعقد حلقة نقاش حول الانعكاسات المستقبلية لمعركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على المواقف الدولية تجاه الكيان الصهيوني وقضية فلسطين

   عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في إطار جهوده المتواصلة لقراءة وتقييم التطورات الاستراتيجية للقضية الفلسطينية واستشراف مساراتها المتوقعة، حلقة نقاش حول “الانعكاسات المستقبلية لمعركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على المواقف الدولية تجاه الكيان الصهيوني وقضية فلسطين”، بحضور ومشاركة نخبة مختارة من المتخصصين والباحثين والمهتمين بالشأن السياسي الفلسطيني وقضايا المنطقة، وذلك يوم الأربعاء في 22/5/2024، في مركزه ببيروت.

   أدار مدير عام مركز الزيتونة الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح حلقة النقاش، التي قُدِّم فيها خمس أوراق عمل. واستهلّ الدكتور عباس إسماعيل، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الأوراق المقدّمة، ووصَّفَ الواقع الإسرائيلي، وقال إنّ الموقف الدولي داعم لـ”إسرائيل” لأبعد الحدود، وأنّ الهدف غير المعلن من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع. وأضاف أنّ إطالة أمد الحرب والإخفاق في تحقيق الأهداف الإسرائيلية للحرب مصحوباً بالمجازر أنتج حراكاً دولياً مؤثراً، كان من أهم محطاته الدولية الحراك الذي قامت به جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، بالإضافة للمحكمة الجنائية الدولية، وحراك الجامعات والمسيرات في جميع أنحاء العالم. وأكّد أن السردية الإسرائيلية تعرضت لضرر كبير.

   وقال إسماعيل إنّ “إسرائيل” وحّدت خطابها السياسي لتواجه هذه المحطات، وقامت بحملة إعلامية ودعائية محلية وعالمية تخدم هذا السياق. وأضاف أنه في المقابل عبّر مجموعة من الخبراء عن قلقهم مما يحصل لأنه يلامس الوجود الإسرائيلي، ورأى بعضهم أن ما يحصل من تحولات استراتيجية يعكس فشل الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو، وأنّ على “إسرائيل” لكي تنجح في حربها ضدّ حماس أن تعيد مخزونها من الدعم الدولي، وأحد أهم سبل هذا التخزين هو التخفيف من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وحذّر بعضهم أن يكون المخرج الإسرائيلي من الأزمة هو القبول باقتراح الدولة الفلسطينية، والمطلوب من “إسرائيل” بحسب رأيهم أن تقوم بإقناع الولايات المتحدة بخطورة هذه الفكرة.

   وقدّم الدكتور حسام مطر، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، الورقة الثانية، وقال إنّ الموقف الأمريكي في بداية الحرب كان يطمح بتحقيق انتصار عسكري في قطاع غزة، وإخراج حماس من السلطة وسحب سلاحها وإعادة حكم السلطة إلى غزة، وإعادة إطلاق مسار حلّ الدولتين والتطبيع لا سيّما مع السعودية. وكان يسعى أن لا يحصل تصعيد إقليمي شامل في المنطقة، وإلى ضرورة ضبط الصورة الإنسانية للقتل، وحماية الأنظمة التابعة لهم وعدم ضرب الاستقرار خصوصاً في الأردن ومصر، وأن لا تستغل روسيا والصين الحدث للسيطرة على المنطقة، وعدم الإضرار بمشروعية النظام الدولي في المنطقة. وبناء على ذلك، توصل الأمريكان إلى أنّ فكرة أن الصراع المركزي هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس إيران، وأنه لا يمكن حلّ الصراع إلا من خلال رؤية سياسية لدولة مبنية على توازن المصالح، وأنّ التطبيع لا يمكن أن يحدث إلا من خلال حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنّ الأمن الإسرائيلي لم يحصل إلا في مقاربة إقليمية.

   ورأى مطر أنّه في حال فشل الأمريكان في إطلاق المسار السياسي سيكون هناك فشل ذريع، وسيدفع ثمنه بايدن في الانتخابات الأمريكية، ولذلك تسعى الولايات المتحدة إلى التفكير في غزة واليوم التالي، وإلى التطبيع مع السعودية، وستحاول الضغط على نتنياهو وحماس لتحقيق هذا المسار، أو ستسعى لإخماد وتبريد هذا الصراع حتى تمر الانتخابات الأمريكية، وذلك من خلال هدنة، أو إدخال مساعدات، أو تبادل للأسرى.

   وقدّم الورقة الثالثة الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية والاستشرافية، وقال إنّه ثمة إطاران لبناء الاستراتيجيات في الدول الكبرى، الأول هو السعي لأخذ المكان اللائق في النظام القطبي العالمي بكل ما يترتب على ذلك من مكاسب، والثاني هو تحديد القيمة لكل إقليم من الأقاليم الجيوستراتيجية في العالم، وإيلاء الإقليم العناية بمقدار مكانته في استراتيجية الدولة الكبرى في السعي لمكانتها المنشودة في النظام القطبي. وأضاف أن الاستراتيجية الروسية تقوم في جوهرها على استراتيجية ذات طابع أمني عسكري، وهو يعني أن النظرة الروسية للشرق الأوسط هي نظرة في جوهرها لا في تفاصيلها ذات طبيعة جيوستراتيجة ودفاعية. وأنّ الاستراتيجية الصينية يغلب عليها النزعة الميركانتيلية (التجارية المصلحية) والنظر للعلاقات الدولية على أنها ذات طبيعة غير صفرية، وهو ما يعني التحلل التدريجي من التزمت الأيديولوجي، وعليه فالصينيون ينظرون للشرق الأوسط من منظور سوق لديه قدرة شرائية عالية ومصدر رئيسي للطاقة، وبالتالي فإنّ معيار النظر لتطورات الشرق الأوسط من الزاوية الصينية هو مدى تأثير الأحداث على حجم تجارتها وتدفق النفط وأسعاره، وعلى مشروع الصيني الحزام والطريق.

   وأضاف عبد الحي أنّ طوفان الأقصى وضع العلاقة الروسية الإيرانية أمام اختيار، فإيران هي الحليف الأقوى في الشرق الأوسط لروسيا، ولكن إيران أيضاً هي مركز محور المقاومة، ويبدو أن روسيا تستفيد منه أكثر من فائدة إيران ومحور المقاومة.

   وقال عبد الحي إنّ الصين تبدو أقل ميلاً من روسيا بخصوص اتساع المواجهة في غزة إلى مستوى إقليمي، لأن حجم الأضرار للصين ستكون كبيرة بسبب اضطراب التجارة مع المنطقة وارتفاع أسعار النفط ناهيك عن عرقلة تطور الحزام والطريق. وأكد عبد الحي أن الصين وروسيا تماثلا في عدة مواقف منها عدم مشاركة أي منهما في الوساطة بين المقاومة و”إسرائيل”، واستفادت الدولتان من انكشاف ازدواجية المعايير في منظومة القيم الغربية، مما يجعل توظيفها ضدّ أي من البلدين أقل تاثيراً عما جرى سابقاً.

   وقدّم الورقة الرابعة الأستاذ حسام شاكر، الخبير في الشؤون الأوروبية والدولية، وقال إنّ أوروبا اندفعت في البداية نحو توفير مشروعية العدوان وحقّ “إسرائيل” في الدفاع عن النفس، وبعد عجز الاحتلال وصمود الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب الإسرائيلية تراجعت وصارت تبحث عن مسار تفاوضي. وأضاف أنّ العين الأوروبية مفتوحة على الانتخابات الأمريكية، فإذا عاد ترامب للحكم فإن ذلك سينعكس على إدارة العلاقة مع الشرق الأوسط وإدارة المشهد إن استمر العدوان، حيث إنّ بايدن لا يعارض أوروبا كما فعل ترامب.

   وقدّمت الورقة الخامسة الأستاذة لونا أبو سويرح، مدير عام مركز دراسات الوحدة العربية، التي قالت إننا نشهد أهم معركة في التاريخ، وأنّ هذا الصراع هو صراع مقاربات؛ مقاربة تشمل الصهيونية وحلفاءها في الغرب مبنيّة على فوقية الاستعمار والهيمنة، مقابل فلسطين بمقاومتها ومعها قوى التحرر في العالم. وأضافت أنّ العرب فشلوا في الالتقاء لتفكيك الخطاب الإسرائيلي العنصري، لكن جميع قوى العالم التي تحررت من الاستعمار وقفت إلى جانب فلسطين. وأضافت أنّ الشعوب المستعمرة والمسيطر عليها والمقموعة، والتي تعودت أن تقابل المآسي بإحباط، لن تبقى متفرجة لأن هذا طوفان جارف كاشف.

   وقالت أبو سويرح إنّه يجب الضغط في مسار ديبلوماسي يطالب بتعريف الصهيونية على أنها حركة عنصرية في الأمم المتحدة، وفي مراكز الدراسات والاحتجاجات العالمية، والضغط لتجميد أو تعليق عضوية “إسرائيل” في الأمم المتحدة. وأضافت أنّ الصهيونية ستتفكك، وعلينا أن نراكم الانتصارات الشعبية، ونتكاتف ونعمل على تحالف دولي شعبي يمثله أكاديميون وطلاب وفاعلين في المجتمع المدني للاستمرار في الضغط لتحرير فلسطين.

   وكانت هناك مداخلات وتعليقات مهمة من مجموعة من الخبراء والمتخصصين على الأوراق المقدمة؛ واختُتمت الجلسة بإجابات وتوضيحات مقدِّمي المداخلات على تساؤلات المناقشين وملاحظاتهم.