كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس )

      التعليقات على كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس ) مغلقة
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس )

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس )

من يتحمل مسؤولية الجرائم المروعة في غزة ليس فقط الاحتلال

إعداد: ربا يوسف شاهين

اقول للرئيس الأمريكي:

أين أنت من قيم الميلاد ؟

أين أنت من القيم التي نادى بها صاحب عيد الميلاد السيد المسيح ؟

أين أنت من قيم المسيحية التي تعلمنا أن نكون مع المظلومين مع المنكوبين مع المتألمين ؟

◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء

إن شعبنا الفلسطيني يتعرض لحرب شاملة هدفها النيل من معنوياته وإرادته ، وما يحدث في الأراضي الفلسطينية كلها ، إنما يندرج في إطار مخططات استعمارية ، ليست حديثة العهد ولكنها في الأونة الاخيرة ، تكثفت هذه الإجراءات وهذه السياسات ، وهدفها هو التآمر على الشعب الفلسطيني ، وتصفية القضية الفلسطينية ، وتهجير الشعب الفلسطيني .

لم يتوقف القصف على غزة طول الليل ، وأهلنا هناك يتعرضون للقذائف والصواريخ بكافة أشكالها و ألوانها ، وقد سمعنا إلى أنه قد وصلت صواريخ جديدة وقذائف جديدة من امريكا كي تستعمل في غزة وكأن غزة أصبحت حقل تجارب لكل هذه القذائف والصواريخ الأمريكية والغربية ، دون الأخذ بعين الاعتبار ان هنالك أكثر من مليوني نسمة يعيشون في غزة دون الأخذ بعين الاعتبار أن هنالك مدنيين أن هنالك أطفال حرب شاملة وإبادة جماعية وسياسة تهجير و نكبة إلى أخره كل هذا يحدث اليوم في غزة على مرأى ومسمع العالم .

من يتحمل مسؤولية الجرائم المروعة في غزة ليس فقط الاحتلال ، طبعاً الاحتلال هو المنفذ لهذه المخططات ، ولكن هنالك اطراف داعمة ، هنالك أطراف مؤازرة ، هنالك أطراف تمول هذا الاحتلال بالصواريخ والعتاد والمال ، والتغطية السياسية إلى أخره ، ولذلك فإن هأولئك الحكام أو غالبية هؤلاء الحكام في الغرب ، هم جزء من هذا المخطط ، وهم منخرطون في هذا المخطط الاستعماري الهادف إلى تدمير غزة وتهجير أهلها وإحداث نكبة جديدة هناك

طبعاً أنتم تعلمون أن غالبية السكان في غزة ، هم لاجئون تركوا مدنهم و بلداتهم عام 48

إثر النكبة ، وذهبوا إلى غزة باعتبارها مكاناً آمناً عام 48 غزة مليئة بالمخيمات ، غزة الغالبية من سكانها لاجئون فلسطينيون منذ النكبة ، وما أكثر النكبات و النكسات التي تعرضت لها غزة منذ عام 48 وحتى هذه الساعة .

◾ وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا :

من يقرأ تاريخ غزة من يطلع على تاريخ غزة وعلى الأحداث التي ألمت بغزة ، يعني حقيقةً لا يجد أمامه إلا أن يعبر عن وفائه وعن محبته وعن تقديره لهذا الشعب الذي صمد وبقي في غزة ، رغماً عن كل هذه الحروب ، و رغماً عن هذه الإجراءات و السياسات التي تعرضت لها غزة ، فقط خلال السنوات الأخيرة خلال 15عام أو 16 عام غزة تعرضت لست حروب

هذه هي الحرب السادسة ، يعني نحن نتحدث عن دمار وعن تهجير وعن فقر وعن عوز ، حتى قبل هذه الحرب ، 80% من سكان غزة ، عاطلين عن العمل ، غزة قبل هذه الحرب كانت بعض مناطقها تكاد مثل العالم الثالث بالفقر والعوز إلى أخره ولكن اليوم أتى هذا العدوان وأتت هذه الحرب لكي تدمر ولكي تمعن في قهر الناس وفي الإساءة للناس وفي استهداف أرزقاهم وأبنيتهم و ما بقي لهم من مقومات للحياة في غزة الأبية .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

ما يحدث اليوم في غزة هي حرب إبادة جماعية ، هذا هو المصطلح الذي يجب أن يستعمل ، ما يحدث في غزة اليوم هي نكبة ، تكاد تكون شبيهة بما حدث عام .48

يريدون تهجير أهالي غزة إلى أماكن أخرى إلى سيناء إلى غير سيناء ، هنالك مخططات لا نعرف ماذا يبيت لأهل غزة هنالك مخططات يبدو أن ما يحدث اليوم في غزة يندرج في إطار مخطط استعماري احتلالي مرسوم و مدعوم من أطراف أخرى هدفه تهجير أهالي غزة ، وإحداث نكبة جديدة في غزة ، وهذا ما يحدث ، هذا الدمار الهائل وهذا التشريد وهذه الدماء وهذه الشهداء وكل هذا الذي يحدث في غزة إنما يدل وبشكل واضح ، على أن ما يحدث في غزة ، ليس فقط حرباً عادية وليس فقط عدواناً عاديا بل هو تطهيرٌ عرقي ومحاولة إحداث نكبةٍ بدأنا نرى ملامحها ، ونشهد ملامحها في غزة الأبية.

ولذلك أيها الأحباء من واجب الحكام العرب طبعاً البعض يقولون لا تراهن على الحكام العرب ، ولا تطلب شيئاً من الحكام العرب ، ولا نتوقع شيئاً من الحكام العرب ، طبعاً أنا احترم وجهة النظر هذه ولكن قبل أن نتوجه إلى الاطراف الغربية نحن نقول للحكام العرب :

بأنكم يجب أن تفعلوا ما يجب أن تفعلونه من أجل غزة ، وأنتم تعرفون ماذا يجب أن تفعلوا من أجل غزة ، لستم بحاجة لكي أذكركم أنا أو غيري ، ما هو واجبكم تجاه أهلنا في غزة

وأنتم قادرون و أنتم قادرون إن أردتم أن توقفوا هذا العدوان ، أنتم قادرون على أن توقفوا هذه النكبة وهذا التهجير ، وأتمنى أن تقوموا بواجبكم ، اليوم ما يحدث في غزة مسؤولية ، مسؤولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى ، ولكن أيضاً مسؤولية العرب و حكامهم أن يتحركوا من أجل إفشال هذا المخطط وهذه المؤامرة التي هدفها تهجير الفلسطينيين وإحداث نكبة جديدة .

طبعاً أنا أود أن أذكركم وأنتم تعرفون هذا

بأن الذي يتآمر على غزة ويريد تهجير أهالي غزة و يتآمر على كل فلسطين ، لا يريد الخير لكم و لبلدانكم و لشعوبكم و لدولكم ، ولذلك إن إفشالكم لمخططات الاحتلال في فلسطين ، إنما يندرج أيضاً في إطار المصلحة الاستراتيجية لدولكم و لأقطاركم و لشعوبكم .

◾وطالب سيادة المطران عطاالله حنا الحكام العرب:

تحركوا من أجل غزة ، تحركوا من أجل وقف هذا العدوان أنتم قادرون على هذا ، ويجب أن تقوموا بهذا ، لا تنتظروا أكثر من ذلك ، ماذا تنتظرون ؟ دمرت نصف غزة هل تنتظرون أن يدمر النصف الآخر إلى أخره ولذلك تحركوا قبل فوات الأوان تحركوا قبل أن تكون هنالك مصيبة أكبر وكارثة أكبر مما نشهده اليوم

ونحن نحيي أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج الأحرار من أبناء أمتنا العربية الذين يتحركون ، الذين لم يصمتوا وهم ينادون بأن يتوقف هذا العدوان ، وأن تتوقف هذه المؤامرة

التي يتعرض لها شعبنا ، ليس فقط في غزة بل الضفة أيضاً مستهدفة القدس ، المؤامرة الكبرى في القدس .

◾واوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

اما الحكام في الغرب بغالبيتهم طبعاً هناك بعض الاستثناءات وخاصة في أمريكا شاهدنا يوم أمس الرئيس الأمريكي وهو يحتفي بباحة البيت الابيض بإضاءة شجرة عيد الميلاد .

اقول للرئيس الأمريكي:

أين أنت من قيم الميلاد ؟

أين أنت من القيم التي نادى بها صاحب عيد الميلاد السيد المسيح ؟

أين أنت من قيم المسيحية التي تعلمنا أن نكون مع المظلومين مع المنكوبين مع المتألمين ؟

وأنت تضيء شجرة عيد الميلاد ولكنك في نفس الوقت تدعم الاحتلال ، وأنت شريكٌ في الجريمة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني ، أنت بعيد ، أنت بعيد عن قيم المسيحية ، وعن أنوار الميلاد وعن رسالة الميلاد ، لأنك منخرط في هذه الجريمة أنت وغيرك أنت منخرطٌ في هذه الجريمة التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني.

انتم تكذبون على العالم عندما تقولون أنكم مسيحيون ، وأنتم لستم مسيحيين على الإطلاق ، المسيحية ليست فقط أن تقول أنك مسيحي وأن تحتفي بإضاءة شجرة الميلاد في البيت الأبيض .

المسيحية هي أن تكون إنساناً أن تكون عندك أخلاق أن تكون عندك قيم أن تكون عندك رسالة دفاع عن المتألم و المظلوم و المعذب وأنتم يا للأسف الشديد ، أنتم منخرطون ومنذ سنين طويلة في التآمر على شعبنا الفلسطيني وما زلتم متآمرين على الشعب الفلسطيني و تكذبون علينا تقولون سلام ، سلام ، سلام .

ولكن في الواقع انتم لا تريدون لشعبنا السلام ولا تريدون لشعبنا الخير ولا تريدون لشعبنا الحرية ولا تريدون لشعبنا الكرامة أنتم تتحدثون عن السلام ولكن على الأرض تفعلون كل ما في وسعكم من أجل التنكيل بشعبنا وإذلال شعبنا والنيل من عزيمة شعبنا وتصفية قضية شعبنا ، ولكنكم لن تتمكنوا من ذلك .

◾ وأكد سيادة المطران عطاالله حنا :

كل مؤامراتكم ودعمكم للاحتلال لن يجعل الفلسطيني يتراجع ويتخلى عن قضيته وعن انتمائه وعن قيمه وعن رسالته وعن جذوره العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة .

أقول لهؤلاء الحكام في الغرب ، عودوا إلى إنسانيتكم ، وإذا ما كنتم مسيحيين عودوا إلى مسيحيتكم الحقة ، وليس إلى المسيحية المزيفة المتصهينة ، التي لا علاقة لها بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد

المسيحية الحقة تحثكم و تناديكم على أن تكونوا مع شعبنا ، مع إنساننا الفلسطيني المظلوم ، مع كل إنسان مظلوم في العالم ، كل إنسان مظلوم في العالم يجب أن نكون إلى جانبه .

واليوم الفلسطينيون يتعرضون لحرب الإبادة ويتعرضون للتنكيل والتصفية ومحاولة إحداث نكبة جديدة ، من واجبكم أن تكونوا إلى جانب هؤلاء ، الأخوة هؤلاء الذين هم يحتاجون إلى أن تكونوا إلى جانبهم لكي تؤازرونهم و ترفعوا عنهم هذا الظلم .

نحيي كل شعوب العالم كل الأحرار في هذا العالم الذين يقفون إلى جانب شعبنا ونتمنى أن نصل إلى مرحلة تتمكن فيه هذه الشعوب الحرة

التي تنادي بوقف العدوان و الحرب و التآمر على فلسطين ، نتمنى أن يصلوا إلى مرحلة يكونوا فيا قادرين على أن يؤثروا على سياسات بلدانهم وعلى حكامهم المنخرطون في هذه المؤامرة على شعبنا الفلسطيني .

كان الله في عون أهلنا في غزة كان الله في عون أهلنا في فلسطين في الضفة وفي القدس

وفي كل فلسطين .

في كل يوم عندنا شهداء عندنا تنكيل عندنا ممارسات ظالمة عندنا احتلال همجي عنصري يستهدف الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته .

ولكن في المقابل ، الفلسطينيون شامخون متمسكون بحقوقهم و ثوابتهم وكلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسنا ، ولن نرفع راية الاستسلام ، ولن نرفع الراية البيضاء كما يريدوننا الاحتلال و أعوان الاحتلال أن نكون .

كل التحية لكم ايها الأحباء فلتكن رسالتنا مجدداً فليتوقف العدوان فلتتوقف الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار .