استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب قبل ظهر اليوم في مقر المجلس بعثة دينية من إيطاليا وكاريتاس لبنان ضمت السادة: رئيس الجالية الإيطالية للشمامسة إنزو بيترولينو، ممثل أبرشية ريجيو كالابريا، فابريزيو فوساري ممثلاً لأبرشية ريجيو إميليا ، لويجي فيدوني ممثلاً لأبرشية تريست، جورجيو أغلياتي ممثلاً لأبرشية تورين، كيارا بوتازي مسوؤلة قسم الإعلام لكاريتاس إيطاليا، داينلو فيليسيا نجيلي مدير برنامج كاريتاس إيطاليا في الشرق الأوسط، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في شبيبة كاريتاس لبنان جوزاف ابراهيم محفوض والمنسق الإداري للشبيبة سمير حداد ومسؤول وحدة النشاطات الخاصة جاك شمعون، واطلعت البعثة سماحته على نشاطاتها ومهامها الإنسانية والاجتماعية.
وادلى الاعلامي محفوض بتصريح اثر اللقاء قال فيه: بإسم رابطة كاريتاس لبنان و بإسم جهاز الشبيبة المنبثقة عن مجلس البطاركة الكاثوليك نوجه تحية إجلال وإكبار الى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب و المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان على إستضافته لوفد البعثة الإيطالية الذي يمثل عدداً كبيراً من الشمامسة بكل أبرشيات إيطاليا ومقرها في روما، نحن نعتبر هذا المقر مقراً وطنياً ومرجعاً دينياً ودنيوياً ونحيي جهودكم الجبارة ونجدد شكرنا إلى صاحب السماحة بإسم الوفد الذي قدم الى لبنان في مهمة رسمية للاطلاع على الاوضاع الإجتماعية والإنسانية ولينقل رسالته للبعثة الإيطالية والأبرشيات فتعطي صورة رسمية عن الوضع القائم في لبنان.
ورحب سماحته بالوفد في مقر المجلس الحريص على التعاون وإقامة أطيب العلاقات بين الإسلام والمسيحية بما يحفظ كرامة الإنسان وحقوقه ويرسخ العيش المشترك بين أتباع الديانتين، مشدداً على ضرورة وضع خطط مستقبلية مشتركة لإنقاذ القيم الإنسانية والدينية.
وأكد سماحته أن الحرب الأهلية في لبنان لم تكن دينية إنما حزبية أُطلق عليها زوراً حرباً مسيحية إسلامية ولا علاقة للدين بها ،مشدداً على متانة العلاقة المسيحية الإسلامية التي نحرص على تطويرها والعمل سوياً لحفظ القيم الإيمانية والإنسانية التي تصون إيمان وكرامة وحقوق الإنسان.
ولفت سماحته إلى أن بلادنا مستهدفة من الإستعمار ولبنان غني بالطاقات البشرية والثروات الطبيعية ولكنه محاصر والخلافات السياسية تنهكه فيما تعمل إسرائيل على ضرب لبنان والمطلوب تضافر جهود اللبنانيين وتوافقهم وتعاونهم لإنقاذ وطنهم وشعبهم، داعياً إلى تعاون إسلامي مسيحي لإنقاذ شعب فلسطين من الغطرسة الصهيونيةومقدساتها من التهويد ولاسيما أن الوجود المسيحي في فلسطين مهدد.
واستقبل سماحته النائب د. غسان سكاف وجرى التباحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.
واكد سماحته على ضرورة التوافق السياسي لانجاز الاستحقاق الرئاسي تجنباً لمخاطر الفراغ الرئاسي الذي يضر بمصلحة لبنان، داعياً السياسيين الى العمل لتعزيز روح المواطنة وبذل الجهود لاعادة بناء الوطن على أسس العدالة والمساواة واستكمال تطبيق اتفاق الطائف بدءاً من الغاء الطائفية السياسية وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، مؤكداً ان اللبنانيين اخوة متعاونون ولا خوف من المسيحي على المسلم ولا من المسلم على المسيحي.
وادلى النائب سكاف بتصريح قال فيه: تشرفت اليوم بلقاء سماحة الشيخ علي الخطيب في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في إطار جولاتي على المرجعيات الروحية في لبنان وتناقشنا في الوضع الحاضر ونحن اليوم في أزمة كيانية، و لبنان في أزمة وجودية، و صرنا اليوم في قعر الدول الفاشلة ، ونحن اليوم حققنا أكبر فضيحة عالمية في الفساد منذ مئتي سنة، وأكدت لسماحته أن هذه الأزمة تتطلب اليوم تعاضد وتكاتف الجميع حول القواسم الاستراتيجية المشتركة وعلينا ان نظهرها بسرعة ولكن من دون تسرع، أنا جئت من عائلة و منطقة تؤمن بالتعددية ، وأنا مقتنع ومؤمن بالتعددية اللبنانية، و لبنان حتى لو حولوه إلى ساحة فباعتقادي إن التعددية في لبنان حولته إلى واحة ، و اليوم علينا العمل على توفير إنتقال سلس للسلطة في لبنان و أن لا نمضي يوميات المهلة الدستورية في التلهي عن الأساس وهو إنتخاب رئيس جمهورية، أما الذين يعولون على الفراغ الرئاسي فهم واهمون، يعولون عليه لمكاسب شخصية من دون ان يعملوا حساب لمعاناة اللبنانيين وعليهم ان يعرفوا إن لبنان متروك، كل المراجع الدولية وكل الدول نسيت لبنان ولا تعطينا أي إعتبار لا سياسياً ولا حتى دبلوماسياً إنما الإعتبار الوحيد الذي يعطونا اياه هو للوضع الإنساني في لبنان.