“تعزيز الابتكار البحثي ودعم المجتمع” مشروع صحّي بيئي تطلقه جامعة البلمند

      التعليقات على “تعزيز الابتكار البحثي ودعم المجتمع” مشروع صحّي بيئي تطلقه جامعة البلمند مغلقة
“تعزيز الابتكار البحثي ودعم المجتمع”  مشروع صحّي بيئي تطلقه جامعة البلمند

نظّمت كلية الصحّة العامة وعلومها في جامعة البلمند حفل إطلاق مشروع البحوث الصحّية البيئية تحت عنوان “تعزيز الابتكار البحثي ودعم المجتمع”، من خلال مركز GeoHealth لتغيّر المناخ والصحّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نهار الخميس 25 آب 2022 في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر في أوديتوريوم أبي اللمع – حرم جامعة البلمند في الدكوانة.

تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز نقاط القوة في كلية الصحّة العامة، وتزويد أعضاء هيئة التدريس والطلاب بفرص بحثية، ونقل المعرفة العلمية، وتحسين صحّة ورفاهية المجتمع من خلال البحوث والنهوج المبتكرة.

إستهلّت الحفل الدكتورة هدى أبو سعد هاير، عميدة كلية الصحّة العامة وعلومها في جامعة البلمند، بكلمةً شدّدت فيها على هدف الجامعة في “الإرتقاء بكلية الصحة إلى المستوى العالمي، عبر تحويل وتحسين التعليم والرعاية الصحّية والإستجابة الدائمة لإحتياجات السكان”. وأعربت الدكتورة هاير عن إلتزامها بالحفاظ على تبادل المعرفة لاسيّما بعد فترة إنتهاء تمويل المعاهد الوطنية للصحة. وأضافت “لدينا البنية التحتية المطلوبة، ونحن نتطلع إلى التعاون الدولي لإطلاق GeoHealth Hub بأفضل طريقة ممكنة” معلنةً: “إنّ رؤيتي لإنشاء مراكز امتياز في مختلف المجالات، وهذا المشروع التعاوني، قد مهّدا الطريق لإنشاء هذه المراكز في مجال الصحة البيئية. ونحن على يقين أن المزيد من المشاريع ستتحقّق.”

وفي مداخلته، تحدّث الدكتور وائل الدليمي من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، عن تأثير التغير المناخي على الصحة من خلال الإرتفاع الزائد في الحرارة، التي قد تمتد لأيام، والنقص الكبير في المياه. وقد سلّط الضوء على الهدف الأساسي للمشروع وهو مساعدة المنطقة بطريقة علمية ودعم المؤسسات للأفراد العاملين فيها، لافتا أن المشروع قد نافس سبع مشاريع مشابهة وحظي بدعم المنظمات الدولية.

أما الدكتورة ميريام مراد، مديرة المشروع، فقد أوضحت بدورها أن الهدف من GeoHealth Hub هو معالجة آثار تغيّر المناخ على الصحّة والبيئة، تحديد مجالات التنمية، بناء القدرات، وتدريب موظفي التعليم العالي في لبنان والأردن والمغرب على تقنيات نمذجة تلوث الهواء وجودة المياه وطرق علم الأوبئة البيئية المتقدمة. وأكّدت مراد أنّ لهذا المشروع إمكانات تحويلية كبيرة للمنطقة لأنه “بغض النظر عن المتغيرات والفروق الدقيقة، فإن معظم البلدان في المنطقة تعاني من مشاكل بيئية مماثلة يمكن إرجاعها جميعها إلى نفس السبب الجذري: سياسات الصحة البيئية المحدودة وغير الفعالة”.

وأضافت “يعتمد تطوير استراتيجيات الصحة البيئية على إنتاج أبحاث عالية الجودة وأدلة موثوقة لتوجيه الاستراتيجيات المذكورة وإعلامها. كما تلعب مؤسّسات التعليم العالي في إقليم شرق المتوسط دورًا كبيرًا في العمل المناخي، وذلك في تحسين الجودة وزيادة حجم أبحاث المناخ والصحّة البيئية وبناء قدرات موظفيها لزيادة عدد الخبراء في مجال.”

بدوره عرض الدكتور جورج ابي طايع، من مستشفى اوتيل ديو، نتائج البحث الذي يجري مع كلية الصحة في جامعة البلمند عن التعرض البيئي للرضع اللبنانيين وكيفية تأثيره التلوث على صحة الجنين والطفل لاحقا.

أما الدكتور الياس وراق، رئيس جامعة البلمند، فقد شدّد على الهدف الأساسي لهذه الأبحاث ألا وهو الإضاءة على أهمية الحفاظ على بيئة سليمة مشدّدا:” لا عقل يسلم ولا جسم يبرأ إذا ما كنّا نعيش في بيئةٍ ملوّثة الهواء، فنتنشّقه سمومًا ونفرزه أمراضًا، وملوثة الماء فنشرب داءً ونأكل ما لا يؤكل، لننتهي بعللٍ وأمراضٍ لا تحصى. فقد آن الأوان لندرك جميعًا أن أخطر ما في الطبيعة هو جهل الإنسان فهو يعبث بالبيئة ليرضي جشعه، متجاهلاً خطورة ما يفعل، وجاهلاً لما قد ينتج عن سلوكه.”

وأضاف قائلا: “إن هذه الأبحاث التي نطلقها رسميًا اليوم إنّما تتم برعاية من مؤسّسات ومنظمات دولية، من NIH، USAID، WHO وبالتعاون مع أهم الجامعات العالمية مثل University of California San Diego، Harvard، Berkeley.”

أما الدكتور شربل عفيف، ممثل وزير البيئة، فأوضح أن كلفة التدهور البيئي في لبنان لسنة 2018 بلغت 2,35 مليار دولار وهي تضم بطبيعة الحال التأثير على الصحة، اي ما ساوى حوالى 4,4 بالمئة من الناتج المحلي في ذلك الوقت، ما يدعو الى خفض هذه الكلفة وبطريقة علمية وشاملة.

وقد أشار عفيف إلى “أنّ موازنة البيئة لا تتخطى ال 0,3 بالمئة من موازنة الدولة مما لا يسمح لها التواجد الدائم لمراقبة وتحديد جميع التحديات والمخالفات”.

بدوره أوضح الدكتور فراس أبيض، وزير الصحّة العامة، “أن النقاش المطلوب حول التغير المناخي وتأثيره على السكّان لم يصل إلى المستوى المطلوب، وبالتالي هذه القضايا لا تعطى الأهمية التي تتطلبها.”

وعبّر عن سروره الكبير في في إشتراكه مع جامعة البلمند بأنشطة عديدة تناولت شؤون الصحة الوطنية والإعتماد، حيث بادرت إلى دعم أنشطة وزارة الصحة على مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية كما ودعم النشاط البيئي والصحي.

وأشاد قائلا: “جامعة البلمند تحتفظ بمكانة قيادية في إيجاد الأمل لنا بأن هناك مستقبل لهذا البلد، وأننا عنصر تغيير، وأن جامعاتنا يمكن أن تكون جزءًا من الشراكة مع جامعات معروفة دوليًا مثل جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا وبيركلي وغيرها.”