تقدير استراتيجي لمركز الزيتونة يرجِّح لجوء الاحتلال إلى التهدئة مع قطاع غزة لحين تجاوز استحقاق الانتخابات الإسرائيلية

      التعليقات على تقدير استراتيجي لمركز الزيتونة يرجِّح لجوء الاحتلال إلى التهدئة مع قطاع غزة لحين تجاوز استحقاق الانتخابات الإسرائيلية مغلقة
تقدير استراتيجي لمركز الزيتونة يرجِّح  لجوء الاحتلال إلى التهدئة مع قطاع غزة لحين تجاوز استحقاق الانتخابات الإسرائيلية

منذ معركة سيف القدس في أيار/ مايو 2021، والكيان الإسرائيلي يسعى لترميم صورته، واسترداد زمام المبادرة، وفرض أجندته على المسار الفلسطيني. وقد شكَّلت هذه المعركة مفاجأة للاحتلال في أخذ زمام المبادرة ببدء المعركة، وبما فرضته من التحام مـقاومة غزة مع قضية القدس وأهالي الشيخ جرّاح، في إشارة إلى وحدة الساحات الفلسطينية، خاصة في ظل ردود أفعال فلسطينية قوية آنذاك في الضفة الغربية بما فيها القدس وفلسطينيي الـ 48، وفلسطينيي الشتات.

   وقد سعى العدو الإسرائيلي من خلال عدوانه على قطاع غزة 5-7 آب/ أغسطس 2022 إلى محاولة الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وتوجيه ضربة عسكرية لها؛ كما سعى لكسر معادلة “وحدة الساحات” وفرض مسارات التهويد والاستيطان في القدس وباقي الضفة الغربية، ومحاولة إضعاف المقاومة في قطاع غزة وإفقادها جانباً من مصداقيتها. وقد قامت حركة الجهاد بالتصدي القوي للعدو ساعية للتأكيد على “وحدة الساحات” وعلى إطلاق سراح الأسيرين بسام السعدي وخليل العواودة، بينما وفرت لها حماس الدعم اللوجيستي اللازم دون المشاركة في خوض المواجهة العسكرية.

   وقد أصدر مركز الزيتونة تقديره الاسراتيجي (130): “معركة “وحدة الساحات”: العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته آب/ أغسطس 2022″، والذي طرح عدة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث في قطاع غزة تراوحت بين التعامل مع العدوان الأخير كجولة مضت لتعود الأوضاع المعتادة إلى ما كانت عليه؛ وبين تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع هذه الجولة في إطار جولات قد تتكرر مستقبلاً وفي ضوء استراتيجية منهجية تسعى لضرب المقاومة، وإفراغ معركة سيف القدس من نتائجها؛ وبين إمكانية أن تقوم المقاومة بالتصعيد العسكري قبيل الانتخابات الإسرائيلية، وبين أن تستأنف الجهاد الإسلامي إطلاق الصواريخ لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأسيرين، بالإضافة إلى سيناريو مرتبط بتصعيد عسكري إقليمي ناتج عن مواجهة محتملة بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله، واحتمال اتساعه ليشمل الداخل الفلسطيني.

   ورجَّح التقدير أن يتم التعامل مع هذا العدوان كجولة، يسعى العدو بعدها لتهدئة الأوضاع إلى حين تجاوز استحقاق الانتخابات الإسرائيلية، ليستأنف بعد ذلك استراتيجيته في محاولة إضعاف المقاومة وتطويع قطاع غزة.

   وأوصى التقدير بإدارة العمل المقاوم وفق رؤية مركزية، تدير ساحات العمل وفق استراتيجية فعالة، تراعي إمكانات كل ساحة وظروفها ومعطياتها الميدانية، ودرجة إسهامها في المشروع؛ وأن يكون دخول قطاع غزة في المواجهات العسكرية وفق معايير وضوابط محددة، وقرار مركزي، وليس لمجرد الاستجابة المباشرة للأحداث. ودعا التقدير إلى الحرص على الإمساك بزمام المبادرة في أي مواجهات واسعة مع الاحتلال، وأن تتجنب الانجرار لمواجهات وفق ظروف العدو وحساباته.

   كما أشار التقدير في التوصيات إلى أهمية التنسيق بين فصائل المقاومة سواء في المواجهات، أم في ردود الفعل، مع الحرص على تجنب استفراد العدو بأي من فصائل المقاومة. ودعا التقدير إلى تطوير أطر التنسيق وتفعيلها بين فصائل المقاومة، وحث فصائل المقاومة في قطاع غزة على الالتزام بتعليمات وقرارات الغرفة المشتركة للمقاومة.

   واختتمت التوصيات بالدعوة لضبط السلوك الإعلامي لقيادة فصائل المقاومة الفلسطينية، والحرص على مصداقية العمل المقاوم، بحيث تتناسب التصريحات مع الإمكانات والقدرة على التنفيذ على الأرض.