المطران ابراهيم في تخرج طلاب المدرسة الوطنية الأميركية: انطلقوا بفرح من عالمكم الضيق، والتحقوا بعبقرية العالم الكبير

      التعليقات على المطران ابراهيم في تخرج طلاب المدرسة الوطنية الأميركية: انطلقوا بفرح من عالمكم الضيق، والتحقوا بعبقرية العالم الكبير مغلقة

احتفلت المدرسة الوطنية الأميركية في زحلة بتخريج طلاب الصفوف النهائية في احتفال اقيم برعاية وحضور رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم.

حضر الإحتفال ايضاً النائب سليم عون، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، الوزير والنائب جورج بوشيكيان ممثلاً بالسيد ليو كروميان،  المتروبوليت انطونيوس الصوري ممثلاً بالأرشمندريت جورج معلوف، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، رئيس مجلس ادارة المدرسة الأستاذ عزيز ابو زيد وعضو مجلس الإدارة مشهور ابو حمدان، اعضاء مجلس الأهل، قدامى المدرسة، الهيئتان التعليمية والإدارية وحشد كبير من اهالي الخريجين والخريجات. 

بداية الإحتفال مع دخول الخريجين والخريجيات، ومن ثم عزفت موسيقى كشاف التربية الوطنية النشيد الوطني اللبناني وكانت كلمة ترحيب من عريف الإحتفال طوني مسعد

والقت كلمة الخريجين والخريجات باللغة العربية ماريا حنوش،  وبالإنكليزية سيلينا عاصي، تم بعدها تسليم شعلة المدرسة الى الطلاب، اضافة الى وصلة فنية قدمها الخريج وسام معلوف  رافقته بالعرف على البيانو الخريجة دنيا القادري.

الأستاذ عزيز ابو زيد القى كلمة رحب فيها بسيادة المطران ابراهيم وتوجه بكلمات التهنئة الى الخريجين والخريجات فقال : 

” يسرني في هذا المساء العطر أن أرحب بكم جميعاً وأخصّ بالترحيب سيادة المطران ابراهيم ابراهيم راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك الذي حلّ حديثاً في دار السلام زحلة، وحلّ معه الأمل والخير وبشرى غيث الروح التي قادت الشعوب نحو التشبث بالتفاؤل وزرع الوفاق بين الأبناء فكان الأمل الحقيقي الذي ايقظ القلوب الغارقة بالحزن والكدر جرّاء ما مررنا به من دخان أسود أسدل ستائره امام أعيننا.” 

وأضاف ” لقد مرّ عامان كانا بغاية الصعوبة على اللبنانيين بعامة والمدارس بخاصة. لكننا كنا في المدرسة الوطنية الأميركية، في وجه هذه الصعوبات العقبات، جبالاً صامدة كما القمم، لا تعرف الضعف والتلاشي لذا كان العمل المتواصل ايماناً منّا بأن من يكلل ايامه بالعمل المجدي يحصد الثمر الجيد.”

وتوجه الى الخريجين والخريجات فقال ” البسوا الأمل عباءة، وتزينوا بالنور رجاحة. اطلبوا العلم ولو في الصين وتحلّوا بايمان الصادقين. سخّروا ما وهبكم الله من معرفة في سبيل خدمة وطنكم لبنان الذي ينظر اليكم ماء طهرٍ تغسل قلوباً غزتها الوحشة واشتعلت فيها نار الحقد الحارقة. لا تستسلموا بل تابعوا المسير قدماَ لولوج عتبات النجوم، ولا ترضوا الا بأشدّ اللمعان سطوعاً لننظر الى هذا البريق وقلوبنا تبتهج حباً وفخراً بكم يا جيل الغد المشرق.” 

المطران ابراهيم توجه بكلمة من القلب الى المتخرجين فقال :

” حينما أنظر اليكم اليوم، أرى في عيونكم بريق الفتوة النابضة بالحب والعطاء وأشعر بطاقة إيجابية نابعة من عنفوان الشباب الذي يجري في عروقكم ويفيض حماسة وجرأة وإقداما. هكذا أيضا أجد في وجوه ابائكم وامهاتكم واخوتكم، وعيون مديركم ومعلميكم، كل الفرح والفخر، واقرأ في ملامحهم تعابيراً تتوهج بمستقبلكم الذي به يحلمون.

ناشيونال أميريكان سكوول هذا النبع الذي لا ينضب من العطاء: عطاء المحبة والعلم، عطاء الإيمان والصمود والعزة والكرامة، هذا الصرح التربوي المُشرق الذي يتجذّر يوما بعد يوم في زحلة والبقاع سيَرفُدُ لبنان والعالم بالطاقات والأدمغة، فله منا كل احترام وعرفان بالجميل.”

وأضاف ”  أنتم اليوم تحتفلون بنهاية مرحلة الدراسة الثانوية، فبعد سنوات طويلة من الكَد والتعب بدأتم تحلمون بمستقبل أفضل، لكنكم في نفس الوقت بدأتم تشعرون بهموم جديدة: ما هو الاختصاص الذي سوف أختاره؟ وفي أية جامعة؟ في زحلة، أم في بيروت ام في الخارج؟ هل الاختصاص الذي اخترته مطلوب اليوم في سوق العمل؟ كيف سأؤمن القسط الجامعي؟ ما هي نوع التحديات التي ستواجهني؟ كل هذه التحديات تقف أمامنا دون استئذان وهي مشروعة ومهمة وتساهم في تأمين مستقبل أفضلَ لكم.

 إلى جانب هذه الهموم يؤسفني أننا وإياكم نعيش اليوم في مناخات غير مشجعة وغير سليمة، وطن منهوب، دولة غائبة وعاجزة، تفتيش على الربح السريع، طائفية ومذهبية، فساد اخلاقي، إعلام سيء ومأجور، تحايل وفساد ونجاحات مبنية على حُطام الآخرين… وننسى ما قاله يسوع لمرتا عندما كانت تخدم بينما كانت اختها مريم جالسة على قدمي يسوع تسمع له: “مرتا مرتا إنك تهتمين بأمور كثيرة والحاجة الى واحد.” حاجتنا اليوم الى أخلاق، الى الأمانة والوفاء والإنتماء الى الوطن قبل اي انتماء. لذلك ننتظر منكم ايها الأحباء أن تكونوا رياديين، امناء على الإرث الذي زرعه فينا الآباء والأجداد والقديسون. ننتظر منكم ارادة قوية، صلبة وعنيدة، في تغيير هذا الواقع الأليم.”

وتابع المطران ابراهيم ” أتوجه اليكم في هذا المساء المبارك لأقول لكم: اليوم أوصيكم بأن تبشروا بالقيم التي تعلمتموها في هذه المدرسة العظيمة، بالمحبة التي هي أقوى من كل خلافات العالم، بالتآخي بين المعتقدات الخيّرة وبأننا في لبنان نحمل رسالة الى العالم بأن الإيمان هو الذي يبني السلام بين الدول والشعوب.

لبنان ينتظر منكم الكثير، لا تنظروا اليه بمنظار الأزمة الراهنة، بل بمنظار عَظَمة تاريخه وانسانه، انظروا اليه وطن العيش الواحد والأخوّة، وطن طائر الفِينيق الذي لا يعرف الهزيمة.”

وختم ” في يوم تخرجكم انطلقوا بفرح من عالمكم الضيق، والتحقوا بعبقرية العالم الكبير، اجتهدوا دوماً بأن تصلوا الى جوهر انسانيتكم. إن نجاحكم في الحياة يتوقف على تجاوبكم مع المواهب التي حباكم الله اياها، وأجمل المواهب هي قلبكم النابض بالحياة.

لكم مني اطيب الأمنيات بتحقيق احلامكم وطموحاتكم، المستقبل ينتظركم بادروا ولا تخافوا.

أختُمُ بحروف الشكر الجزيل لإدارة المدرسة الوطنية الأميركية بشخص الأستاذ عزيز ابو زيد والهيئتين التعليمية والإدارية، الشكر لحضوركم.عشتم وعاشت مدرستكم، عاشت زحلة وعاش لبنان.” 

وقدّم الأستاذ ابو زيد والسيد ابو حمدان درعاً تقديرياً للمطران ابراهيم كما قدم له احد الطلاب باقة من الورود.

وفي ختام الإحتفال وزّع المطران ابراهيم شهادات التخرج على الخريجين والخريجات.