نظّم معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي وسفارة فرنسا في لبنان والمعهد الوطني الفرنسي للخدمة العامة (المعهد الوطني للإدارة ENA سابقاً)، في السادس عشر من شهر حزيران 2022، لقاء بعنوان “لا خيار إلا الدولة القادرة” في مبنى معهد باسل فليحان.
انطلق هذا اللقاء م ن ملاحظتين مستمدّتين من الواقع الراهن: يواجه لبنان منذ ثلاث سنوات أحداثاً وأزمات لا سابق لها، غير أنّ صعوبات تحول دون تأدية الخدمات العامة دورها كشبكة أمان للمجتمع، وهدفَ اللقاء بالتالي إلى تبادل وجهات النظر حول مستقبل الخدمات العامة في لبنان واستكشاف أفضل السّبل لإعادة التأكيد على محوريّة الدولة ومؤسساتها في ما يتعلّق بإدارة الأزمات وإيجاد حلول لها.
تخلّلت اللقاء مداخلات لشخصيات من آفاق مختلفة، من بينهم مسؤولون رسميّون لبنانيون رفيعو المستوى وباحثون وعسكريّون وقضاة ومنتخَبون محليّون وجهات مانحة دوليّة وسواهم.
وقد تطرّقت المداخلات إلى دور الدولة في لبنان وتاريخها ومستقبلها من خلال الطاولات المستديرة الأربع التي تناول كلّ منها جانباً معيّناً من الموضوع (أنظر البرنامج المرفق ربطاً):
– الدولة المأزومة: الوضع الراهن والآفاق المستقبلية،
– ما هي التجارب الدولية والتاريخية التي يمكن استلهامها للتفكير بعمليّة (إعادة) بناء الدولة في لبنان؟،
– الكوادر العليا في مواجهة الأزمة: إدارة شؤون الحاضر والتفكير في المستقبل،
– كيف يدعم شركاء التنمية بزوغ حوكمة عامّة جديدة؟
أظهرت النقاشات الحاجة إلى دولة لبنانية تؤكّد حضورها وتنفّذ الإصلاحات الضرورية من أجل خدمة المواطنين بشكل أفضل، ذلك أن دعم الجهات المانحة الدولية لا يُراد له الحلول مكان عمل الدولة ولا الاستمرار إلى ما لا نهاية. كما تمّ تسليط الضوء على أهمية اللامركزية بهدف تعزيز عمل الدولة على الصعيد المحلّي، وتناول النقاش أيضاً التفاعلات بين الدولة والمجتمع المدني وتوزيع المهام في ما بينهما.
وقد افتتح هذا الحدث كلّ من سفيرة فرنسا في لبنان، السيدة آن غريو، ومدير معهد باسل فليحان بالوكالة، السيد غسان الزعني.
ومن أبرز المشاركين في الجلسات مدير الماليّة العامة جورج معرّاوي والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونستين والبروفسور جوزيف مايلا ومستشارة وزير المالية لإصلاح الشراء العام السيدة لمياء المبيض بساط والدكتور كريم بيطار والدكتورة مريام كاتوس، والدكتورة منى فوّاز، والدكتورة تمارا الزين، والاستاذ بيار فرانس والسيّدة آن صوفي دوكرو، ورئيس نادي القضاة القاضي فيصل مكّي، ومدير معهد الدروس الاستراتيجيّة في الجيش اللبناني سابقاً العميد الركن خالد حمادة، ورئيس مصلحة مياه الليطاني سامي علويّة ورئيس بلديّة منجز جورج يوسف، ومديرة البرامج في شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية زهرة بزّي، إضافة إلى ممثلي الجهات الفرنسيّة فرانسوا دو ريكولفيس وجيل جونر غران بيار ، وممثل البنك الدولي الدكتور خليل جبارة.
ويندرج هذا الحوار في إطار استمرارية “لقاءات الكوادر العليا” التي ينظّمها معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي والمعهد الوطني الفرنسي للإدارة (الذي أصبح في الأول من شهر كانون الثاني 2022 المعهد الوطني الفرنسي للخدمة العامة) وسفارة فرنسا في لبنان منذ العام 2010.