افتتح وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى مدخل المدينة الأثرية في عنجر، بحضور وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، رئيس بلدية عنجر وارتكس خوشيان ونائبه ناظاريت أندكيان، رئيس منطقة عنجر في حزب الطاشناق هاروت زاتليان، وأعضاء المجلس البلدي، ومخاتير، والارشمنديت أنانيا كوجانيان.
المرتضى
بعد إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية عند المدخل الرئيسي والنشيد الوطني، ألقى المرتضى كلمة قال فيها: “إن هذه الزيارة هي بمثابة زيارة عائلية، فأنا مرتاح كأني بين أهلي وناسي”.
وأثنى على “نشيد العروبة موطني الذي سمعه من أرض اللبنانيين ذات الأصول الأرمينية”، مهنئا “اللبنانيين من أصل أرميني، الذين يحملون هم قضية العرب أكثر بكثير من العرب”.
وقال: “نحن الشعب اللبناني بجذوره المختلفة لن نركع، ومستمرون وثابتون، ولبنان سينهض مزدانا بكرامته وتنوعه وسيعود أفضل مما كان عليه. ورغم كل الظروف التي يمر بها، يبقى البلد الأروع والأنسب للعيش فيه”.
وأشار إلى أن “وزارة الثقافة تعتبر الأغنى في لبنان لأن الموروث الثقاقي والأثري والتراثي الموجود في لبنان غير موجود في أي مكان آخر، وهو يستثمر في خدمة الناس”، وقال: “تبقى الإدارة والإرادة عند الناس، وما يحصل اليوم هو شكل من أشكال هذا الاستثمار”.
أضاف: “إن عنجر وإخوتنا الأرمن هم مقاومة وإرث مقاومة متزامن ومترابط لإظهار هذه الحياة بأبهى أشكالها، مع ما يرافقها من تنظيم وترتيب وتحضّر ورقي”.
وتحدث “عما مر به لبنان عبر التاريخ”، معتبرا “الأرمن النموذج الحي للانفتاح”، وقال: “إن الإنسان الذي عانى هو أكثر إنسان جاهز للتصرف بطريقة راقية وصحية مع ذاته ومن حوله”.
وختم: “لفتني ما كتب على اللوحة خارجا “قرار جريء”. ما جرى اليوم ليس قرارا جريئا، بل خطوة بسيطة، فمشوارنا طويل، وهو يندرج ضمن حملة إنماء عنجر من أجل أن تظهر بحلة بهية أكثر فأكثر”.
يشار الى ان اعادة تأهيل وتفعيل هذا المدخل الاساسي للمعلم الاثري تم بقرار من الوزير المرتضى.
بوشكيان
من جهته، توجه بوشكيان إلى المرتضى بالقول: “إني متأكد أن هذه المعرفة ستدوم، فأنا أعتبرك أخا لي. شرفتنا اليوم في بيتنا وبين أهلك، ونحن نعتبرك من أعضاء العائلة الأرمنية الكبيرة”.
أضاف: “أشكر أهلنا في عنجر، فهذه العائلة مترابطة ومحبة قاومت خلال مئات السنين، وسنبقى نقاوم يدا بيد، هذه ثقافتنا، وهذه طبيعتنا، ونحن مستمرون”.
وتابع: “نشكر للوزير المرتضى هذا الإنجاز، فهذا قرار شجاع اتخذه، وهذا القرار يجب أن يصدر عن رجل دولة، وكنت مثالا لرجل الدولة ووزارة الثقافة. لقد وضعت وزارة الثقافة من الوزارات الأول في الدولة اللبنانية على كل الأصعدة، نحن نفتخر بشخص مثلك، فهنيئاً للبنان بك”.
خوشيان
وتحدث خوشيان فقال: “إن هذه المناسبة هي بمثابة تحقيق حلم لطالما عملنا من أجله. اليوم، تعود الحياة إلى مجاريها الطبيعية. وبفضل جهود الوزير المرتضى أعيد تفعيل استعمال المدخل الأساسي لمدينة عنجر الأموية الأثرية”.
أضاف: “إن الوزير المرتضى، بقرار شجاع ومن دون أي تردد وأثناء زيارته الأخيرة لبلدته وأهله في عنجر ولدى تقديم طلبنا إليه، حقق لنا هذه الأمنية. نعم، إنها أمنية لأن هذا الموضوع كان قيد الملاحقة والمتابعة لدى العديد من الوزراء المتعاقبين في وزارة الثقافة من دون التوصل إلى حل لأسباب خارجة عن الإرادة”.
وتابع: “إنه حلم، لأن إعادة استعمال هذا المدخل من شأنه إدخال السياح إلى داخل بلدة عنجر، الأمر الذي ينعكس إيجابا على الحركة الإنمائية السياحية والاقتصادية فيها”.
وأردف: “إن النتيجة الإيجابية التي نقطف ثمارها اليوم هـي مثال حي على ما يمكن تحقيقه في حال تعاون المجتمع المحلي المتمثل بالبلديات مع الوزارات المنتجة والفعالة، وعلـى رأسها الوزير المرتضى”.
وقال: “نحن كلبنانيين من أصول أرمينية، انطلاقا من جذورنا، مؤمنون بأن بلدنا الحبيب سيقوم من تحت الردم والظلمة وسينهض وينفض عنه الغبار، فلبنان أرض القداسة والقديسين”.
وتابع: “في بلدية حوش موسى عنـجـر، نحن علـى تعاون وتنسيق دائم مـع وزير الثقافة والمديرية العامة للآثار، لا سيما المدير سـركيـس خوري ومسؤولي الموقع والموظفين”.
وشكر ل”كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع وتحقيقه”، معتبرا أن “هذا المشروع من شأنه تطوير عنجر وإنمائها”.
وفي الختام قدم رئيس بلدية عنجر للوزير المرتضى لوحة من تنفيذ الرسام كربيس كندرجيان.