انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر المراجعة الإقليمية الرابعة لخطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة، من تنظيم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) والمكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، حضوريًا في بيت الأمم المتحدة في بيروت وافتراضيًا.
تتسارع ظاهرة الشيخوخة في المنطقة العربية بشكل ملفت، حيث يُتوقع أن يتخطى عدد كبار السن 71 مليونًا بحلول عام 2050. ويترك هذا التحول المتسارع نافذة ضيقة أمام البلدان لتلبية احتياجات كبار السن وأجيال المستقبل وأولوياتهم. أضف إلى ذلك ما فرضته جائحة كوفيد-19 من ضغوط كبيرة على الحكومات والمجتمعات لتلبية احتياجات كبار السن.
في هذا السياق، شدّد نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا منير تابت على أنّ تحقيق الشيخوخة بكرامة أمر يناشد به الجميع. ولا يمكن تحقيقه من دون تضافر جهود الحكومات وأرباب العمل والمواطنين. وأضاف أنّ كبار السنّ في المنطقة العربية أصبحوا فئة تتطلب اهتمامًا خاصًا وسياسات وإجراءات. وتوفّر هذه المراجعة الإقليمية لخطة عمل مدريد فرصة ملائمة للتفكير الصادق والجماعي في كيفية النهوض بالملفات المتعلقة بالشيخوخة في المنطقة.
والمؤتمر هو ثمرة المراجعة الإقليمية التي دامت عامًا كاملًا، دعمت خلالها الإسكوا الدول الأعضاء لإعداد التقارير الوطنية الخاصة بها، وقدمت نهجًا يشمل المجتمع بأسره من خلال تنظيم حوارات مع العديد من أصحاب الشأن والبرلمانيين.
بدوره، أكّد المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة لؤي شبانه التزام الصندوق بتطوير السياسات الوطنية التي تدعم الشيخوخة الصحية والعادلة في إطار برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وخطة التنمية المستدامة لعام 2030. كما دعا إلى دعم استراتيجية الشيخوخة الإقليمية المعتمدة (2019-2029) وتعزيز الشراكات مع المعنيين والبرلمانيين في المنطقة لضمان إدماج قضايا كبار السنّ في عمليات التنمية الأوسع نطاقًا.
ويجمع المؤتمر ممثلين عن المؤسسات الحكومية، وبرلمانيين، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإقليمية، ووكالات الأمم المتحدة، وأكاديميين، وخبراء، وجهات معنيّة أخرى. وتركز المناقشات على الحماية الاجتماعية، والصحة، والرفاهية، والمشاركة الاجتماعية، وتسريع تنفيذ خطة عمل مدريد.
هذا ويوفّر المؤتمر فرصة مناسبة لإطلاق العدد التاسع من تقرير السكان والتنمية تحت عنوان “بناء مستقبل أفضل لكبار السن في المنطقة العربية”، الذي يركّز على أنظمة الحماية الاجتماعية الشاملة، وعلى تطوير اقتصادات رعاية طويلة الأجل كنقطة انطلاق لضمان الشيخوخة بكرامة في المنطقة.