“يُشكّل الأطفال والشباب حوالي نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا/ منطقة الدول العربية وهي موطن لأعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم. ولا تتناسب أنظمة التعليم والمناهج الحالية مع تطور سوق العمل والتغيرات في طبيعة العمل. إذ أنها لا تُزوّد الشباب بالمهارات الأساسية اللازمة للنجاح في اقتصاد اليوم، والتي تشمل مهارات الاتصال والابتكار والتفكير النقديّ وحل المشكلات والتعاون. إن وجود يافعين وشباب أصحّاء ومهرة ومتعلمين من شأنه أن يحدث تغييراً إيجابياً لتحقيق عالم ملائم لهم يعزز حقوقهم ويحميها.
“تعقد وكالاتنا الأربع التابعة للأمم المتحدة اجتماعاً رفيع المستوى لمدة يومين في عمّان، الأردن، حول تعلّم الشباب والمهارات وانتقالهم إلى العمل اللائق. يهدف اللقاء إلى معالجة وسائل تعزيز الربط بين التعلّم وسوق العمل، والتي تشمل تحسين أنظمة التعليم، بما فيها اكتساب المهارات والتعليم والتدريب التقني والمهني، وتقوية الربط بين التعلّم وسوق العمل، وتعزيز السياسات واستكشاف الفرص مع القطاع الخاص لخلق فرص عمل ودعم ريادة الأعمال للشباب.
“يواصل الشباب مواجهة العديد من التحديات في المنطقة. فقد أدّت آثار جائحة “كوفيد-19” وما تسببت به من انقطاع عن الدراسة إلى تعميق أزمة التعليم وتوسيع فجوة اللامساواة. إنّ الأطفال والشباب الذين يعيشون في سياقات هشّة، ومن ضمنهم أولئك الذين يعيشون في فقر أو في مناطق ريفية، واللاجئون والنازحون والمهاجرون، والفتيات والشابات، والأشخاص ذوو الإعاقة، هم أكثر الفئات عُرضة لعدم الذهاب إلى المدرسة، وبالتالي التخلُّف عن الركب. قد شهدت المنطقة، حتى في فترة ما قبل الجائحة، أكثر من 14 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، كما شهدت أحد أدنى معدلات العودة إلى مقاعد الدراسة في العالم.
“يبلغ معدل بطالة الشباب في المنطقة ضعف المعدل العالمي تقريبًا وقد نما بمعدل 2,5 مرة أسرع من المتوسط العالمي بين عامي 2010 و2021[4]. وهو يمثل استنزافًا كبيرًا للإمكانات الاقتصادية للمنطقة. إن المنطقة غير قادرة على الاستفادة الكاملة من شبابها في تعزيز آفاق النمو الاقتصادي والاستقرار والسلام. والمطلوب هو التحول في السياسات. تحتاج المنطقة إلى خلق أكثر من 33.3 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، لخفض معدل البطالة الإجمالي إلى 5 في المائة[5] ولتكون قادرة على استيعاب العدد الكبير من الشباب الذين يدخلون سوق العمل وتحقيق استقرار معدلات بطالة الشباب.
“إن تعلّم الشباب المهارات الحياتية من شأنه المساهمة في تعزيز القيم الإيجابية فيما يتعلق بصحتهم وحقوقهم وعائلاتهم وعلاقاتهم وأدوارهم بناء على النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين وتمكينهم من تشكيل حياتهم واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهم الإنجابية.
“يجمع هذا اللقاء الشباب وصنّاع القرار والقطاع الخاص ووكالات الأمم المتحدة في حوار مباشر حول أحد أهمّ المجالات التي تؤثر على حياة الشباب في هذه المنطقة.
“إننا ملتزمون بتعزيز أجندة عمل تعطي الأولوية للشباب وتطلعاتهم واحتياجاتهم في هذه المنطقة، وتعزّز قدراتهم وفرصهم للعمل اللائق، الآن وعلى المدى الطويل.”