في مهرجان احتفالي أقيم في مقر منطقة المتن الاعلى في “القوات اللبنانية” في حمانا، توجّه النائب بيار بو عاصي الى الحضور بالقول: “انتم من حققتم النصر وانتم الجنود المعروفون واساس هذه المعركة، نفتخر بشباب وصبايا القوات في لبنان عموما والمتن الاعلى وبعبدا خصوصا. “ما حدا في علينا” لانكم العاصفة التي لا يمكن لاحد الوقوف في وجهها وقد حاولوا كثيرا ان بالسلاح او التهديد و سخّروا أثمن ما لديهم واسخف ما نعتبر، اي الاموال، وفشلوا”.
تابع بو عاصي: “حين كنّا نزور ام الشهيد ناجي بو سمرا – لانها هزت سرير ذاك الطفل الذي اصبح بطلاً – كانوا في الوقت نفسه في البلدة ذاتها، رأس الحرف، يحاولون توزيع الاموال على الاهالي كرشوة لنيل بعض الاصوات ولكن النتيجة كانت انهم لم ينالوا ولو صوتا واحدا و”فشروا ياخدوا صوت”. يجهلون ان نقطة الدم ودمعة الام هي التي تصنع الاوطان لا الدولارات والسلاح والتهويل لذلك ربحنا نحن وانهزموا”.
أضاف: “إن مدّعي الانتصارات كثر واعتدنا عليهم منذ 30 سنة. يتحدث بعضهم عن فوزهم “برافو علين” ولكن هل الفوز بتراجعهم من 28 نائباً عام 2018 الى ما هم عليه اليوم؟! لهذا البعض نقول، وللمرة الاخيرة: “كان لديك فرصة لتحكم بكتلة وازنة، لتكون نموذجاً لمعنى الشراكة الفعلية في الحكم، في الحوكمة الرشيدة، في الشفافية، في الانفتاح الثقافي والحضاري والسياسي، شرقاً وغرباً، في الحياد عن صراع المحاور، في نهائية الولاء، في احترام وتقديس المال العام… فخسئت. ولك نقول يا جبران باسيل وللمرة الاخيرة، ولهذا السبب ولهذا السبب بالذات، سوّدتلنا وجنا، منستحي فيك”.
كما شدد بو عاصي علىى ان “القوات التي كانت في السجن والمنفى سابقا هي نفسها التي انتصرت، بالروحية المقاومة ذاتها”. تابع: “ادرك الشعب اليوم حقيقة التزامها، فوضع وساماً على صدرها ومسؤوليةً كبرى على أعتاقها. نعده اننا لن نخذله في حياتنا ولو ضحينا بدمنا من اجل ذلك. نضحي بانفسنا ولا نضحي بالمال العام و لا بالسيادة او اي مسؤولية سنتحملها لانها امانة وليست ملكاً لنا. لن نخذل كل من اعطانا شرف تمثيله. نحتفل اليوم في جزين، في دير الاحمر، في زحلة، في طرابلس وفي كل المناطق، فضلا عن بعبدا ومن ضمنها حارة حريك حيث ازحنا الوجوه الصفر والكذب والدجل ووجدنا الكرسي الرهينة واستعدناها، وكما وعدناكم قبل الانتخابات “وفينا” لاننا لم نعتد على الكراسي المريحة ولم نكتفِ بالمحافظة عليها فقط بل هدفنا التحدي وتحرير هذا الوطن والحفاظ عليه من الطامعين وما اكثرهم”.
“مش هيني تكون قوات” …”مش هيني توقف بوجه القوات”
إستطرد بو عاصي: “تحديناهم واكدنا اننا سنستعيد الرهينة ما اغضبهم ودفعهم بكل قوة لعرقلتنا من خلال غرفة العمليات المشتركة بين القصر الجمهوري وحارة حريك ووضعهم كل الامكانات للوقوف في وجهنا، الا انه صحيح انه “مش هيني تكون قوات” والاصعب والاصح “مش هيني توقف بوجه القوات” التي هبت كالعاصفة وهزت الكرسي وارجعتها الى مكانها الصحيح في الخط السيادي المدافع عن سيادة لبنان وتعدديته وديمقراطيته وازدهار شعبه”.
بو عاصي الذي شدد على ان دور المسيحيين مرتبط بالشراكة والوجود لا بمقولة “كان بدي وما خلوني”، اكد عدم الاكتراث لجبران باسيل وفشله الذي سوّد وجه لبنان بين الشعوب الطامحة للديمقراطية في المنطقة والعالم لأن همّ “القوات” كيف نؤمن مستقبل شعبنا.
كما توقّف عند قول البعض له ان وقت الجد بدأ، وقال لهم: “انتم مخطئون. في كل لحظة نعيش الفرح والجد، في السجن كما في المنفى كنا فرحين وجديين لأننا كنا مسنجمين مع قناعتنا ونعيش بكرامتنا. فالحياة والتحديات فرح. اليوم نحن فرحون لأننا منتصرون ونعيش قناعاتنا بانسجام مع ذاتنا. لكن واهم من يعتقد اننا سكرنا بالفوز فلو كنا فزنا بـ128 مقعداً ولا نعيش بكرامتنا ، فحكماً سنكون أشقى الناس. من يدرك معنى الانسجام مع الذات يفرح في كل دقيقة ولو لم يفز بأي نائب. نحن ندرك ان اي استلام السلطة يترافق مع تحمل المسؤولية والقول “كان بدي وما خلوني” اخلاقيا لا تجوز قبل ان نقول سياسيا لا تجوز”.
تابع: “نحن لا نتهرب من المسؤولية التي نتحملها جراء الثقة التي منحنا اياها الناس. ايا يكن شكل الحكومة سنراقبها ونحاسبها ونسهر على كيفية صرف المال العام. زمن تدوير الزوايا وربط النزاع والتسيّب في ادارة البلاد انتهى. ما كان قائماً منذ العام 1990 الى اليوم انتهى. العهد القوي الذي حوّل نفسه لعهد ضعيف بهوس المحاصصة الرخيص ولى الى غير رجعة ومع وصول “القوات” ثمة عهد جديد يبدأ. فنحن اناس اقوياء بضميرهم وبنظافة كفهم وحرصهم على البلاد والعباد”.
ختم بو عاصي: “هذا نَفسنا وهذه قيمنا ومقاربتنا واخلاقنا لآخر نَفس وهذا وعدنا للناس وهذه مسؤوليتنا تجاه من وثقوا بنا وانتخبونا. لسنا هواة سلطة او مواقع او مناصب بل همنا خدمة شعبنا وكما كنا معاً في الامس سنبقى اليوم وفي الغد لأجل بناء الوطن ودولة المؤسسات لانها ضمانتنا الوحيدة تيضل لبنان يشبهنا”.