استقبل سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب قبل ظهر اليوم في مقر المجلس سماحة شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على رأس وفد من فد من المشايخ ضم: قاضي المذهب الدرزي غاندي مكارم، عضو المجلس المذهبي محمد غنّام، ومستشاري شيخ العقل لشؤون التعليم العالي د. نابغ ذبيان والاحوال الشخصية دانيال سعيد ومساعد شيخ العقل خلدون الحسنية،بحضور عضو الهيئة الشرعية المفتي الشيخ حسن عبدالله، القاضي الشيخ مهدي اليحفوفي، امين سر المجلس محمد رزق، والمستشار د.غازي قانصو، الشيخ علي شمس الدين، وعبد السلام شكر، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية والدينية واستعراض الاوضاع العامة في لبنان و المنطقة.
وقال سماحة الشيخ ابي المنى بعد اللقاء: “تشرفنا اليوم بزيارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والتقينا صاحب السماحة والاخوة في المجلس الكريم للتهنئة بعيد الفطر السعيد وللتأكيد على رسالتنا المشتركة في هذا البلد، رسالتنا الدينية والأخلاقية ورسالتنا الروحية، في خضم هذا العالم الذي نواجه فيه مصالح الدول وعدوانها وعلى الاخص عدوانية إسرائيل التي لا تنفك تمارس اعتداءاتها السافرة على الناس وعلى الشعب وآخرها كان قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في فلسطين، وهناك طبعا الخلافات المتعددة في السياسة في لبنان. أردنا أن نستغل مناسبة الفطر السعيد كي نؤكد من هذه الدار الكريمة بأن رسالتنا واحدة، وأن دورنا في الرئاسات الروحية هو للجمع لا التفرقة وإشاعة الأجواء المناسبة، أجواء المحبة والالفة والاخوّة بين المواطنين لا للتنافر مهما كانت التحديّات ومهما كانت الاستحقاقات الوطنية، فلا داعي لأن نتصادم”.
اضاف سماحته: “هناك آراء مختلفة ومواقف متباينة وربما متناقضة لكنها لا تفسد في الود قضية، نحن كما قلت لصاحب السماحة دائماً نحيد عن كل ما يفرّق وننحاز الى كل ما يجمع، هذه هي رسالتنا والتي يجب أن نستمر عليها. كما أكدنا على أن اللقاءات الروحية فيما بيننا وعلى مستوى كل الرئاسات الروحية يجب أن تبقى متواصلة وأن تكون هدفاً لنا كي نظهّر من خلالها هذا الموقف، موقف القيم المشتركة، موقف المحبة والاخوة والرحمة التي ركزنا ونركز عليها دائماً من اجل هذا الشعب الذي يعاني، وكي نطالب الدولة ولو بصوت عالٍ أحياناً ان تلتفت الى هذا الشعب وتعالج قضاياه ونحن الى جانبها من أجل كرامة الناس ومن أجل مستقبل لبنان”.
وأدلى العلامة الخطيب بتصريح قال فيه: هذه الدار هي لكل اللبنانيين، وانا أؤكد على كل ما قاله سماحة الشيخ الذي نرحب به دائماً في هذه الدار، هي داره ودار كل اللبنانيين وبالأخص لكل القيادات الدينية اللبنانية التي لها دور أساسي في الجمع بين اللبنانيين والعمل على حل مشاكلهم وتقريب وجهات نظرهم، الآن وفي هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان الاجتماع والتشاور هو أكثر من ضرورة من أي وقت آخر، وسماحة الشيخ دائماً السبّاق في هذا المجال، ونحن واياه على موقف واحد بضرورة التعاون بين المؤسسات الدينية لجمع الكلمة ولإخراج البلاد من كل ما يمكن أن يؤدي الى تعصب طائفي ومشاكل طائفية، ونحن على أبواب استحقاق انتخابي مهم وكل الاستحقاقات النيابية والوطنية مهمة، و رسالتنا اليوم جميعاً الى اللبنانيين أن يؤدوا هذا الاستحقاق بكل أريحية، وأن يعبّر كل طرف من الأطراف بصوته في صندوق الانتخاب عمّا يريده وألا تكون هذه المناسبة للمزايدات الطائفية والمزايدات السياسية على حساب مصالح المواطنين وعلى حساب مصير الوطن لأننا في مرحلة مصير الوطن فيها على المحك، هذه هي رسالتنا ان يمر هذا الاستحقاق بكل هدوء وان يحضر اللبنانيون على صناديق الاقتراع وان لا يتوانوا عن التواجد في صناديق الاقتراع للإدلاء بصوتهم حتى يعبّروا عن موقفهم وعن أهمية استقرار البلد ومستقبل المواطنين وحل مشاكلهم في هذا الظرف المصيري والمهم، وهم اليوم مسؤولون عن ما سيحدث في المستقبل.
وتابع سماحته… اللبنانيون الذين يتوانون عن الادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع هم مسؤولون عن ما سيحدث في المستقبل، وهذه النتائج ستقرر مصير البلد في المستقبل وان تكون كما يريده اللبنانيون، وبالتالي فان الصراعات لا يجوز ان تكون في الشارع، والآراء المختلفة تجتمع في المجلس النيابي الذي يعبّر عن جميع اللبنانيين وبالتالي المؤسسات سواء رئاسة الجمهورية او رئاسة الحكومة هي نتاج المجلس النيابي وبالتالي علينا ان نخرج هذا البلد من الاحتقانات الطائفية والسياسية.نرحّب مرة أخرى بسماحة الشيخ ونشكره على هذه الزيارة التي هي طبيعية ونحن دائما على تواصل وتشاور لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين.