في يوم العمال العالمي والعيد الثالث والسبعين لتأسيسه، صدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي:
ثلاثةٌ وسبعون عامًا والمسيرة مستمرة لأجل الإنسان، والإرادةُ ثابتة لأجل الغد، والعزيمةُ عصيّة على الكسر وعلى محاولات الإلغاء والتهميش والاستهداف والحصار، والقرارُ راسخٌ رسوخ المبادئ والثوابت، ينطلق فيها الحزب التقدمي الإشتراكي من تاريخ مشرّف وتجارب زاخرة بالإنجاز، وتطلعٌ إلى استعادة لبنان الوطن بكل ميزاته.
ثلاثةٌ وسبعون عاماً من النضال لأجل الدولة والمؤسسات وحقوق الإنسان وكرامة المواطن، ثلاثةٌ وسبعون عاماً حافلة بالتضحيات عابقة بدماء الشهداء، ونضالٌ مجبولٌ بالإيمان الراسخ بأن الغاية قيام دولة حقيقية لا دويلات طائفية ومذهبية، دولة سيدة حرة مستقلة، دولة المواطنة والكفاءة، دولة المساواة، دولة القضاء المستقل، دولة العدالة الاجتماعية، دولة المحاسبة والشفافية، دولة حقوق العمال، دولة العيش الكريم، دولة التلاقي والحوار، دولة الحريات والديمقراطية، دولة الإصلاح والتعافي والإنماء والانتاج، دولة التربية والتعليم، دولة الشباب ووطنهم.
ثلاثةٌ وسبعون عاماً، كان الهمّ الأساس ولا يزال حفظ الوجود وهوية لبنان وكيانه وعروبته، ولأجل قضايا التحرر والحرية وفي مقدمها قضية فلسطين.
وبعد ثلاثةٍ وسبعين سنة، ها هي الظروف القاسية والأزمات وسياسات محور الممانعة تأسر لبنان واللبنانيين في كل يومياتهم وتفاصيل حياتهم وتقبض على قرار الدولة وتدمّر مؤسساتها ومقوماتها وتكاد تقضي على فكرة لبنان برمّته. وفي وجه كل ذلك يعلن الحزب التقدمي الاشتراكي مواجهة شاملة متجددة ضد كل السياسات التي أوصلت لبنان إلى جهنم، ولإطلاق مسار التعافي المطلوب اقتصادياً واجتماعياً ومعيشيًا كي لا ينهار كل شيء بفعل الشعبوية والمزايدات وسياسات التدمير الممنهج والتدخلات الخارجية والارتهان الداخلي.
وإذ يهنّئ الحزب التقدمي الاشتراكي كل الحزبيين المؤمنين بهذا الخط الراسخ بعيد التأسيس ال 73، ويتمنّى للعمّال والكادحين في يومهم العالمي أن تتوفر لهم الظروف المثلى لحياة طبيعية، فإنّه يعاهدهم ويعاهد اللبنانيين جميعًا على المضي قدماً في النضال بكل المستويات لكي تخرج الدولة من سجنها، ولكي نستعيد للاقتصاد عافيته، وللمواطنين بكل فئاتهم كرامتهم وحقوقهم، وللوطن ميزاته التي طبعت نشأته. فهذا عهد الحزب التقدمي الاشتراكي بالتجدّد والإرادة والعمل المباشر والتفاعل مع الناس لكي نحمي لبنان من براثن العبثية والعبثيين، ومن أتون ثقافة الإلغاء وأصحاب المشاريع الشمولية. وعلى هذا نعاهدكم بنصرٍ وطني آت بإرادة الناس المؤمنين بالحق مهما طال ليل الأزمات.