الفنانة لمياء شرود تتألق في معرض جماعي بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء

      التعليقات على الفنانة لمياء شرود تتألق في معرض جماعي بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء مغلقة
الفنانة لمياء شرود تتألق في معرض جماعي بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء
شهدت المكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء، مساء يوم الثلاثاء 22 أبريل الجاري، افتتاح معرض جماعي للفنون التشكيلية والنحت، تحت عنوان “تدفق الألوان المجازي – Le flux métaphorique des couleurs”، من تنظيم جمعية Action Culturelle بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني.
وضم هذا المعرض، الذي سيمتد إلى غاية 30 أبريل الجاري، نخبة من الفنانين التشكيليين المغاربة الذين قدموا أعمالا تنوعت بين الأساليب والمدارس، بحضور عدد مهم من الزوار والنقاد والمهتمين بالشأن الفني، الذين استمتعوا بلوحات جسدت تنوع التجارب والرؤى الجمالية.
ومن بين المشاركات البارزات في هذا الحدث الفني، الفنانة التشكيلية لمياء شرود، التي عرضت مجموعة من اللوحات الهندسية والتكعيبية المتميزة، ركزت فيها على موضوع المرأة بكل تجلياتها، وجعلت من اللون والشكل وسيلة للتعبير عن الطاقة الداخلية والروح الأنثوية العميقة.
في أعمال لمياء شرود، لا تتجلى المرأة كمجرد موضوع فني، بل ككائن كوني، ينبض بالحياة، يحمل في طياته مزيجا من القوة والهشاشة، من الحكمة والانكسار، من العطاء والصمت، ترسم المرأة في لحظاتها اليومية، وفي انفعالاتها العميقة، فتتحول اللوحة إلى مرآة لتجربة أنثوية شاملة، لا تتحدث عن الجسد فقط، بل عن الوجود ذاته.
لمياء شرود ليست مجرد فنانة تشكيلية، بل تجربة فنية وروحية تمزج بين الفن والعلاج، بين الجمال والشفاء، وبين الشكل والمعنى، فعلى امتداد أكثر من عشر سنوات من الإبداع، صاغت لمياء أسلوبا خاصا يمزج بين التجريد والتكعيب، بأسلوب ينقل المتلقي إلى عوالم داخلية غنية، حيث تتناغم الذبذبات اللونية مع المعاني الصامتة.
تمنح لمياء لخطوطها وألوانها حرية التعبير دون قيد، فتبدو لوحاتها وكأنها كائنات نابضة، تخاطب القلب قبل العين، والعقل بعد الروح، إنها لا تبحث عن إبهار بصري سطحي، بل تسعى لخلق لحظة تواصل صادق بين العمل الفني والمتلقي، لحظة يصمت فيها الضجيج، وتتكلم الطاقات.
كل لوحة من أعمالها تنبض بطاقة شعورية وروحية، وتدعونا للتأمل والإنصات، لا إلى ما يُرى فقط، بل إلى ما يُحس ويُعاش، وهي لا تستخدم الأشكال الهندسية والتكعيبية كعنصر تقني فقط، بل كخرائط طاقية تترجم الفوضى الداخلية إلى نظام بصري متوازن وعميق.
هذا وتدعو الفنانة لمياء شرود جميع محبي الفن وعشاق التجارب البصرية والروحية إلى زيارة المعرض بالمكتبة الوسائطية، لاكتشاف أعمالها والتفاعل مع رسائلها الطاقية التي تنبع من أعماق الذات، وتؤكد أن المعرض ليس مجرد مناسبة للعرض، بل مساحة للتواصل الإنساني، وطقس تأمل، وجسر نحو الداخل.
ومع كل هذا العطاء الإبداعي والتميز الفني، تسعى لمياء شرود بخطى واثقة نحو العالمية، مؤمنة أن صوت الفن الصادق لا تحده الجغرافيا، وأن اللوحة حين تولد من القلب، فهي قادرة على العبور إلى كل القلوب، مهما بعدت المسافات.