عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، العلاقات اللبنانية- الأميركية وسبل تطويرها في المجالات كافة. وتم التطرق خلال اللقاء، الذي حضره نائب رئيس مجلس النواب الأستاذ الياس بو صعب، الى موضوع المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومهمة الوسيط الأميركي السفير آموس هوكشتاين، حيث اطلعت السفيرة شيا رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات التي اجراها الوسيط الأميركي مع الجانب الإسرائيلي في مسألة ترسيم الحدود، والتقدم الذي تحقق في هذا المجال. وستتواصل الاتصالات اللبنانية- الأميركية، والأميركية- الإسرائيلية، لمتابعة البحث في هذا الملف.
نقيب الاطباء
الى ذلك، استقبل الرئيس عون نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش ورئيس الجمعية العربية لامراض الكلى الدكتور روبير نجم، ومديرة النقابة السيدة نادين حداد . وتم خلال اللقاء، عرض الواقع الصحي والاستشفائي في لبنان والصعوبات التي تواجه هذا القطاع والانعكاسات السلبية على صحة المواطنين وقدرتهم على تأمين الرعاية الصحية.
وبعد اللقاء، تحدث النقيب بخاش الى الصحافيين فقال: ” تشرفنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس، ومن واجبنا كنقابة للأطباء في بيروت، ان نضع فخامته في أجواء التحديات التي نعاني منها كقطاع صحي في لبنان. ان نقابة الأطباء في خطر، وبالأخص الصندوق التقاعدي الخاص بها والذي يعوّل عليه الطبيب بعد التقاعد للحصول على راتبه الذي لا يتعدى حالياً المليونين واربعمئة الف ليرة. هذا الصندوق شبه مجمّد، وامواله مجمدة في المصارف التي تطلب شروطاً تعجيزية لتحريك جزء من مبالغه. كما ان الطبيب اللبناني في خطر لانه يتقاضى بدل اتعابه بالليرة البنانية وليس في استطاعته الحصول على التحويلات المالية التي ترده من الجهات الضامنة الرسمية، بفعل رفض المصارف صرف هذه المبالغ. وفي الوقت نفسه، المريض والمواطن في خطر، كون النسبة الكبيرة من الفاتورة الاستشفائية باتت على عاتقه بشكل مباشر,”
ثم اعطى الدكتور بخاش الكلام للدكتور نجم الذي قال: “عرضنا مع فخامة الرئيس مشكلة الكلى في لبنان، والمرضى الذين يخضعون لجلسات غسيل الكلى والتي نعمل على حلها مع وزارة الصحة والجهات الضامنة، وهناك اجتماع يوم الاثنين المقبل لبحث هذا الموضوع، لانه لا يمكن لمراكز غسل الكلى الاستمرار في غياب الدعم المادي، خصوصاً وان المعدات يجب شراؤها نقداً، فيما الجهات الضامنة لا يمكنها تأمين السيولة النقدية، وآمل ان نتمكن خلال الاجتماع من إيجاد حل للموضوع. كما بحثنا موضوع النقص في ادوية المناعة للمرضى الذين خضعوا لزراعة الكلى، وهو ما يسبب خطراً على حياتهم.
ووضعت فخامة الرئيس في أجواء انتخابي كرئيس الجمعية العربية لامراض الكلى وهي المرة الأولى التي يرأس فيها لبنان هذه الجمعية، ودخولي كعضو فرانكوفوني في الجمعية الفرنسية لامراض الكلى، وهي ايضاً المرة الأولى التي يتمثل فيها لبنان في هذه الجمعية”.
سئل الدكتور بخاش عن واقع المستشفيات في ظل الصراع بين المستشفيات والأطباء وشركات التأمين والسيولة النقدية.
أجاب: “المشكلة تطال البلد ككل، وهناك نوع من التأقلم نشهده للعمل على دولرة التعامل بين المؤسسات والمواطن، وقد عانينا منها العام الفائت لان الكلفة التشغيلية على المؤسسات الاستشفائية كانت باهظة لانها كانت تدفع نقداً بالدولار، وكان المدخول على الليرة اللبنانية. اليوم، باتت خدمات الPremium تدفع نقداً بالدولار، كما ان المؤسسات الضامنة الخاصة تسدد الفواتير حسب الدولار الأميركي، وهذا الوضع يتجه بالتالي الى توازن معيّن ويحتاج الى بعض الوقت لاخذ مجراه الطبيعي.
سئل: ماذا عن تهريب الادوية وتأثيرها على صحة المواطن؟
أجاب: لا نملك كنقابة للأطباء صلاحية الرقابة على الدواء، لانه موضوع مختص بالوزارة وبنقابة الصيادلة. ولكن ما نشهده كنقابة أطباء وجمعيات علمية تهتم بالمريض، هناك نقص كبير في الادوية وبالأخص الامراض السرطانية والمزمنة.
سئل: ما هي الأرقام في ما خص هجرة الأطباء؟
أجاب: الأرقام ليست دقيقة تماماً، ولكن وفق التقدير فإن عدد الأطباء الذين غادروا لبنان يبلغ 3500 طبيب، أي بنسبة 25 الى 30% من مجمل عدد القطاع الطبي في لبنان.
سئل: هل هناك من تأثير لهذا الامر على المرضى؟
أجاب: ليس هناك من تأثير كبير، فهناك تواجد لأطباء الاختصاصات وخصوصاً في العاصمة، كما ان عدداً من الأطباء هاجر انما لا يزال يتردد الى لبنان. وبالتالي، لا يمكن القول اننا نعاني من نقص في الخبرات الطبية، الا انه اذا لم نتدارك هذا الامر قد نصل الى كارثة وطنية.