المرتضى في العيد الوطني السويدي: نستحضر الدور التاريخي الحيادي والبناء للسويد ولا سيما على مستوى السعي لاطفاء النزاعات بين الدول، ونتطلع لان لا تركن الى الانفعالية ولأن تباشر مساعي حوار سعيا لحل الازمة الروسية الاوكرانية التي تتفاقم وتيرتها لتهدد الامن العالمي برمته.
أعرب وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى عن امله في :”ان تباشر دولة السويد مساعي حوار لحل الأزمة الروسية – الاوكرانية التي تتفاقم وتيرتها لتهدد الأمن العالمي برمته ” لافتا الى :”الدور التاريخي الحيادي والبناء للسويد ولاسيما على مستوى السعي لإطفاء النزاعات بين الدول .”
كلام الوزير المرتضى جاء خلال كلمة له في العيد الوطني السويدي الذي اقيم على المسرح الروماني في جبيل في حضورحشد من الوزراء والنواب والسفراء والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية .
وشدد في بداية كلمته على العلاقات المميزة بين البلدين :”إن ما بين السويد ولبنان الكثير الكثير، على بعد المسافة ودنو الأحلام والآمال.فما يجمعنا هو حب الانسان الذي ترجمته السويد في احتضانها للبنانيين المهاجرين اليها وانفتاحها عليهم وهم الذين حملوا همومهم وآلامهم وآمالهم الى السويد فوجدوا فيها رحابة الأرض ورهافة الإحتضان.. وهم عملوا على مبادلتها بالشكر اولاً وباحترام القانون ثانياً وبالعمل على تجسيد المثل الانسانية والأخلاقية التي لطالما كانت السويد تدعو لها وكانت السبّاقة في احتضان الانسان الفقير والمغلوب والمستضعف وطالب العلم والعمل بعيدا من السؤال عن دينه وانتمائه السياسي او المذهبي او عرقه وقوميته وما الى ذلك.”
واضاف المرتضى :”اننا نحتفظ للسويد بهذا التقدير في عقولنا ولهذا الاحتضان في وجداننا ونقول لأهلنا الذين حلّوا منذ عقود متتالية في السويد : كونوا سفراء خير.. وكونوا طيبين ومعطائين بمقدار ما وهبكم هذا البلد من عطائه واتاح لكم أن تنطلقوا في رحلة الخير والعطاء في رحابه..”
وتابع :” ولعل دولةَ السويد من أكثر الدول في العالم التصاقًا بتلك بفضائل الحياة التشاركية وقيمَ الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة بين الطبقات والفئات والأجناس والأديان وتطبيقا لها في نصوصِ قوانينِها وفي ممارسات شعبها وسلطاتها، حتى أصبحت المكانَ الأمثل لاحتضان المضطهدين والهاربين من أهوال الحروب والاستبداد في بلادهم. دولةٌ آمنت بحق الإنسان في الحياة الكريمة، وجسّدت ذلك في ديمقراطية حية، وتقاليد راسخة وتربية اجتماعية متنورة.”
واردف :”ونحن عندما نلتقي هنا في رحاب جبيل مدينة الحرف ورسولة العلم وقيثارة التاريخ.. فإننا نشعر بشيء من المحاكاة للسويد تاريخا وحاضرا وتطلعا للمستقبل حيث كانت عناية السويد بمستقبل الانسان والبشرية تسبق الكثير من الدول ولا سيما من خلال أوّل مؤتمر حول البيئة البشرية والذي عقد في السويد عام ١٩٧٢ حيث كان يهدف الى رسم خطوط العالم الحمراء على المستوى البيئي وحفظ البشرية وحمايتها من كل ما يمكن أن يدمر مستقبلها صحيا وبيئيا وعلى المستويات كافة.”
واستطرد :” اننا ونحن نتطلع الى عالم يسوده السلام الأمني والاجتماعي والسياسي، عالم خال من الحروب والأوبئة، نمد اليد الى كل حريص على البشرية ومستقبلها بعيدا من كل التسميات الدينية او السياسية او العرقية ونرى أننا في الموقع نفسه الذي تعمل فيه السويد على احترام حقوق الانسان وخصوصا الانسان الفلسطيني الذي وقفت السويد مؤخرا لتدعو الى تلبية حاجاته واحترام حقوقه في ارضه ولترفض ما يتعرض له هذا الشعب من قمع وقتل ومحاولات اقتلاع واستلاب لهويته الدينية وحقوقه الانسانية..”
ونوه وزيرالثقافة بالتواصل القائم بين البلدين :” اننا نفتخر بأن العلاقة بين لبنان والسويد لم تنقطع منذ انطلقت في العام ١٩٤٩ وأنها بقيت تحافظ على هذا التشابه العميق في احترام الانسان وفي العمل لمجتمع بيئي افضل وتنمية مستدامة وفي العمل لخلق افكار تحافظ على التعاون وتحرص على تعزيز كل ما يحفظ مصلحة البلدين والشعبين ويكون انموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول..”
كما أكد على اهمية تعزيز عرى التواصل وآفاق التعاون على الخير:” وأن نواصل السير معا في كل ما يتصل بمصالح الشعب السويدي والشعب اللبناني ، لتكون الجالية اللبنانية في السويد هي سفيرة الخير العربي واللبناني عندكم ويكون لبنان ساحة محبة للشعب السويدي .. ولنعمل معاً للاستقلال الحقيقي للدول واحترام حقوقها وقوانيها وأنظمتها وقبل كل شيء احترام الانسان الذي هو عماد القوانين واستمراريتها وتطورها.”
وختم المرتضى كلمته قائلاَ: واذ نستحضر الدور التاريخي الحيادي والبناء للسويد ولا سيما على مستوى السعي لاطفاء النزاعات بين الدول، نتطلع لان لا تركن الى الانفعالية ولأن تباشر مساعي حوار سعيا لحل الازمة الروسية الاوكرانية التي تتفاقم وتيرتها لتهدد الامن العالمي برمته.”