اعتبرت جبهة العمل الإسلامي في لبنان: ما حدث أمس من مسيرة الأعلام الصهيونية الاستفزازية و اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك من قبل قطعان المستوطنين الصهاينة المغتصبين وبحماية مباشرة من شرطة الاحتلال ليس غريباً أبداً على هذا العدو، وهو ما كان متوقعاً، إنما الغريب و المستهجن هو استمرار أنماط التعامل والتعاون والتواصل والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني الغاصب الغاشم الذي يفعل ما يفعل وبكل وقاحة وصلافة وعنجهية أمام مرأى ومسمع السلطة الفلسطينية والعالم أجمع.
إن المطلوب من السلطة الفلسطينية وفوراً: وقف كل أشكال وأنماط التعامل مع العدو ووقف التنسيق الأمني والاستخباراتي بل قطعها نهائياً والانضمام إلى جانب شعبها الحر المقاوم الأبي ليكوّنوا وليشكّلوا وحدة تلاحمية فلسطينية تقضّ مضاجع المحتل الغاصب وتجعله يحسب ألف حساب لكل عدوان واعتداء أو حماقة يحاول أو يعمل على ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني الصامد الأبي.
وفي المشهد الآخر وفي مواجهة الغطرسة الصهيونية المتمادية حيّت جبهة العمل الإسلامي: الشعب الفلسطيني البطل الذي هب هبّةً واحدةً للدفاع عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، ورأينا تصدياً ودفاعاً ومقاومةً من المقاومين والمرابطين قل نظيرها وقاموا برفع العلم الفلسطيني في كل مكان، واستطاعوا تحقيق إنجاز نوعي عبر الطائرة المسيّرة التي حلقت بالعلم الفلسطيني فوق كل المدينة في إثبات واضح أنّ أرض القدس وسماءها وفلسطين كلها للشعب الفلسطيني دون منازع، لقد استطاع الفلسطينيون حقاً منع الصهاينة والمستوطنين الغاصبين من تحقيق غاياتهم ومؤامراتهم الحاقدة وخصوصاً سعيهم لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً.
من ناحية أخرى أدانت جبهة العمل الإسلامي: هذا الصمت العربي والإسلامي الغير مسبوق وعدم تحرك جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو لجنة الدفاع عن القدس التي يرأسها الملك المغربي، وكذلك التعتيم الإعلامي المتعمد لقنوات هيئة الترفيه العربي التي تعمل على طمس هول ما يحدث في القدس في هذه المرحلة التاريخية، وخاصة أنه محاولة للسيطرة على أقدس مقدسات المسلمين وهو المسجد الأقصى لتحقيق الحلم التلمودي بهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وكذا لم تحرك حمية وكرامة هذه الدول وحكامها وإعلامها السُباب والشتائم للعرب والمسلمين وللنبي محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» وكل ما قام به المستوطنون وجيش الاحتلال من وحشية وتدني أخلاق منحط لا مثيل له.