أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: ” المطبِّعون ينتحُون بالشريعة”، وهي من إعداد الباحث الأستاذ صلاح عبد الرؤوف.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على استخدام أنظمة الحكم الشمولية في الدول العربية للدين وتوظيفه لتبرير سياساتها، باعتباره أصلاً نافذاً في وعي الشعوب وأكبر المؤثِّرات على أبناء الأمة؛ فعمدت تلك الأنظمة إلى استخدام الشريعة لتهيئة العقول العربية لما ترمي إليه، وقامت باستقطاب بعض أصحاب العمائم، ممن سقط في اجتهادات خاطئة، أو ارتضى أن يفتي ابتغاء مرضاة الرئيس.
وتراوحت تلك الفتاوى بين الاحتفاظ بكرسي الحكم، وضمان استقرار الأوضاع الداخلية، وصولاً إلى فتاوى “التطبيع”، والمهادنة للعدو، وإن كانت خروجاً على ما أصَّله فقهاء الأمة، من آراء فقهية، أوجبت الجهاد ضدّ العصابات الصهيونية، وكيانها الغاصب، وألزمت أبناء الأمة بالعزل التام للكيان، على كل الأصعدة، من خلال المقاطعة.
وأشار الباحث أنه ومنذ الأيام الأولى للصراع العربي – الصهيوني، خرجت الفتاوى، تحثُّ المسلمين، في كل بقاع الأرض، على وجوب الجهاد لتحرير فلسطين، بالنفس والمال، وحرَّمت التقاعس عن هذا الواجب، وعدم جواز الصلح مع العصابات الصهيونية؛ “لما له من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه، والاعتراف بأحقية يده على ما اغتصبه، وتمكين المعتدي من البقاء على عدوانه”؛ كما بيَّنت الفتاوى الموقف من آية: “وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”. ونبَّهت إلى أن أرض فلسطين مِلكٌ للمسلمين، ولم ترتبط تلك الفتاوى، بحدود فلسطين الجغرافية، بل صدرت عن علماء المسلمين في كل أرجاء العالم الإسلامي.
وقد قسَّمت الورقة مراحل استخدام الدين في الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى ثلاث مواجات، وضرب الباحث أمثلة عن فتاوى وأدوار علماء، يخدمون أنظمتهم السياسية، في التأثير على الرأي العام فيما يتعلق بتسويغ التطبيع مع الاحتلال.